المكتبة الصوتية
المكتبة الصوتية -> الشيخ علي بن حسن الحلبي -> التعليق على الأربعين النووية
الدرس المحتوى إستماع حفظ إضافة أو تعديل المحتوى
01 نبذة عن الإمام النووي رحمه الله:
يحيى بن شرف الدين الحوراني النووي الشافعي
لقبه محيي الدين، وكنيته أبو زكريا
كان يكره أن يلقب محيي الدين ويقول إن الدين حي ثابت لا يحتاج لمن يحييه
وقال لا أجعل في حل من لقبني محيي الدين
ولد سنة 631 هـ قبل تسعة قرون، ولد في قرية نوى قريباً من دمشق في بلاد الشام.
عندما قارب العشرين أحضره أبوه إلى دمشق حيث كانت من أكبر مدن العلم في ذلك الزمان، حفظ كثيراً من الأحاديث والمتون.
كان يقرأ في كل يوم 12 درساً على العلماء!
تولى التدريس في دار الحديث في دمشق، وكانت تجمع كبار أهل العلم (هذا وهو في بداية الثلاثين)
كان كثير الورع عظيم الزهد لا يأخذ المال على أي شيء حتى يتأكد من حله وطهارته.
تصانيفه ومؤلفاته:
- أعظمها وأهمها المجموع شرح المهذب في الفقه، جمع فيه الفقه الشافعي مع ترجيح الدليل (لأنه كان فقيهاً ومحدثاً)
- شرح صحيح مسلم
- روضة الطالبين
- رياض الصالحين
- الأذكار قال أهل العلم عنه: "بع الدر واشتري كتاب الأذكار"
- التقريب (لا يستغني عنه طالب العلم في تخريج الأحاديث)
* توفي وعمره 45 سنة في بلدته نوى، لو تأملنا مؤلفاته وقسمناها على عمره لوجدناها من أعجب العجب
مقدمة كتاب النووي:
الحمدلله رب العالمين قيوم السماوات والأرضين، مدبر الخلائق أجمعين، باعث الرسل إلى المكلفين ...

* أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم
ألف العلامة إبن دقيق العيد كتاب "الإلمام بأحاديث الأحكام" في شرح الأحاديث محاولاً أن يستوفي جميع أحكامها فمات قبل أن يتم كتابه، وانتهى من 11 حديثاً طبعت في مجلدين!
* قال أحد المبتدعة لبعض أهل الحديث: أنتم تروون أحاديث لا فائدة منها، فقال له: مثل ماذا، قال مثل حديث: "يا أبا عمير ماذا فعل النغير"، فألف ذلك العالم كتاباً في فوائد هذا الحديث وصلت إلى 70 فائدة، وقد ذكرها الإمام إبن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري وضاف عليها عشر فوائد لتصبح 80 فائدة في حديث واحد!

* ضعف حديث من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء، وفي رواية بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً وفي رواية وكنت له يوم القيامة شافعاً شهيداً، وفي رواية إبن مسعود: قيل له أدخل من أي أبواب الجنة شئت، وفي رواية إبن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء
إتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه
* لماذا صنف الإمام النووي أربعين حديثاً رغم علمه بضعف الحديث؟
يجيب الإمام النووي عن ذلك في مقدمته، قال الإمام النووي، وقد صنف العلماء – رضي الله عنهم – في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات، فأول من علمته صنف فيه عبدالله بن المبارك ثم محمد بن أسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن ذبيان النسوي ... وأبو بكر الآجري، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الأصفهاني، والدراقطني، والحاكم، وأبي نعيم الأصفهاني، وأبو عبدالرحمن السلمي، وأبو سعد المازني وأبو عثمان الصابوني، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبو بكر البيهقي، وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين.
فالإمام النووي صنف هذا الكتاب إقتداءً بهم حيث قال:
وقد إستخرت الله تعالى بجمع أربعين حديثاً إقتداءً بهؤلاء الإئمة الأعلام، وحفاظ الإسلام.
قال وقد إتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ومع هذا فليس إعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم: "ليبلغ الشاهد منكم الغائب"، وقوله: نضر الله إمرءً سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها"
قوله إتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف، نقول ولكن ذكروا شروطاً:
1- أن لا يكون الحديث شديد الضعف
2- أن لا يعتقد ثبوته عند العمل به (أن لا يقع في قلبه أن الرسول قاله)
3- أن يكون هذا الحديث قائماً تحت قاعدة صحيحة ثابتة بأحاديث أخر (أي لا يأتي بحكم جديد)
مثل الحديث الضعيف: "عليكم بسنة الفجر وإن شردتكم الخيول"
فهذا الحديث ضعيف ولكنه بمعنى أحاديث صحيحة.

قال الإمام النووي:
ثم من العلماء من جمع أربعين في أصول الدين وبعضهم في الفروع (يعني الفقه) وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الأدب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها.
وقد رأيت أن أجمع أربعين أهم من ذلك كله وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه أو هو نصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك. ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، ومعظمها في صحيح البخاري ومسلم، وأذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها، ويعم الإنتفاع بها إن شاء الله تعالى، ثم أتبعها بباب يبسط خفي ألفاظها (أي الكلمات الغريبة)

الحديث الأول:

الفوائد من الحديث:
- عظم النية
- إمتدح هذا الحديث كثير من أهل العلم:
قال الإمام أحمد والسافعي: هذا الحديث يدخل في ثلث العلم
قال الإمام الشافعي: يدخل هذا الحديث في سبعين باباً من أبواب الفقه.
قال الإمام أبو داود: نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار هذه الأحاديث أربعة أحاديث:
1- الحلال بين والحرام بين
2- إنما الأعمال بالنيات
3- إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً
4- من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
قال عبدالرحمن بن مهدي: ينبغي لكل من صنف كتاباً أن يبتدأ فيه بهذا الحديث
- فيه إشارة إلى فضل العلم وأن العلم يسبق العمل كما قال عزوجل: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)) [محمد :19]
الإمام البخاري في صحيحه قال: باب العلم قبل القول والعمل ثم ذكر هذه الآية
من أين أخذنا هذه الفائدة من "إنما الأعمال بالنيات"؟
إذا لم تحدد أن هذا العمل ركن أو واجب أو مستحب فهل تستقيم لك نيتك؟ لا تستقيم حتى تعلم
- أحد الصحابة هاجر طالباً لمرأة يقال لها أم قيس، وهي قصة صحيحة، ولكنها ليست سبب هذا الحديث، وإن تشابهت بعض الأمور فيهما

الحديث الثاني:
الفوائد من الحديث:
- يديه على فخذيه على فخذي نفسه كما نجلس في التشهد
- لم يسأله الرسول صلى الله عليه وسلم من أنت ولماذا جئت ولماذا تسأل وماذا وراءك وهل أحد يعرفك، ولم يقل له تأدب في سؤالك أنا محمد رسول الله، فهذا من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن
- لا معبود بحق إلا الله، وليس لا معبود إلا الله، لأن قول لا معبود إلا الله يُدخل كلما عبد في الله، فيكون معناها أن الأصنام، والصليب، والشمس، والقمر... كلها الله، معاذ الله، لذلك يجب علينا أن نصحح هذا اللفظ حتى يكون لفظنا صحيحاً وقصدنا صحيحاً
- لا يعرف من الأحاديث الصحيحة أن ملك الموت اسمه عزرائيل، لذلك نسميه ملك الموت، وتسميته عزرائيل خطأ
- الإيمان مجمل ومفصل، فنحن نؤمن بالأنبياء جميعاً إيماناً مجملاً حيث لا نعرف أسماءهم ولا أخبارهم، ونؤمن ببعض الإيمان إيماناً مفصلاً حيث ذكر الله في القرآن 24 نبياً، وكذلك الملائكة والكتب واليوم الآخر فنحن نؤمن بما أخبرنا به الله عزوجل ورسوله إيمانا مفصلاً وما لم يخبرنا به نؤمن إيماناً مجملاً
- قال تعالى: ((فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى)) فكل إنسان ميسر لما خلق له
- الإحسان أعلى درجات الهداية، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، وهنا مثال ولله المثل الأعلى لو أن حاكماً أمر جنوده بأمر فهم يصغون لأمره ولكن لو كان أمامهم وهم ينظرون إليه لكانوا أشد إصغاءً لأمره، وكذلك لو علموا أنه يراقبهم لكانوا أشد إصغاءً لأمره
- ليس منا أحد رأى الله ولكن يوم القيامة يرى المؤمنون ربهم كما قال تعالى: ((وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة))
- الأمة هي العبدة أو الرقيق الذي كان يباع ويشترى، والإسلام شجع على إعتاق العبيد قبل ألف وأربعمئة فكم من معصية كفارتها عتق رقبة في الإسلام، وكم من حديث أمر بالتقرب إلى الله بعتق العبيد. في أمريكا الدولة التي تتكلم عن الحرية كان العبيد فيها يباعون ويشترون إلى قبل أربعين سنة فقط وكانوا يكتبون ممنوع دخول الكلاب والعبيد، ولا زالوا يحتفلون ويكرمون مارتن لوثر كنج لدوره في ذلك ونسوا فضل الإسلام في ذلك قبل ألف وأربعمئة سنة
- الإسلام يتعامل مع الواقع فلم يلغ الرقيق لأن الواقع ليس إسلام فقط يوجد أديان وشعوب مختلفة، فحث الإسلام على عتق الرقيق ولم يلغه، ومع ذلك إذا وجد عبيد قال صلى الله عليه وسلم: "إخوانكم خولكم أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون"
- تلد الأمة ربتها: إختلف العلماء في هذا فمنهم من قال:
o أن يكثر العقوق فيعامل الولد أباه وأمه كما يعامل العبيد، فقد أمر الإسلام بمصاحبة الأب والأم بالمعروف حتى ولو كانا مشركين قال تعالى: ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً))

من فوائد الحديث:
- السؤال والجواب من أساليب التعليم الحق
- الله ورسوله أعلم: في مسألة من مسائل الدين، وليس في الغيب. فلا يجوز أن نجيب عن سؤال ماذا في البيت بقولنا الله ورسوله أعلم، وإنما نقول الله أعلم
- فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم – هذا حد الإسلام، ثم لا يجدوا حرجاً مما قضيت – هذا حد الإيمان، ثم يسلموا تسليما – هذا حد الإحسان
- الإسلام والإيمان إذا وجدا في نص واحد من نصوص الشرع فهما يفترقان أي لهما معنيين مختلفين، وإما إذا كان الإسلام مذكوراً وحده أو الإيمان مذكوراً وحده فإن الإسلام يحمل معنى الإيمان، والإيمان يحمل معنى الإسلام. فإذا إقترنا يكون الإسلام الأعمال الظاهرة، وأما الإيمان فهو الأعمال الباطنة. قال صلى الله عليه وسلم في حديث إختلف في صحته، يميل الشيخ علي إلى تصحيحه: "الإسلام علانية، والإيمان في القلب"

الحديث الثالث:
ما يقال في شرح هذا الحديث هو ما قيل في قبله

أسئلة:
إذا جاء نص مبيح ونص ناهي أو حاظر، نقدم الناهي على المبيح
الشرب قائماً معدود من خصوصيات النبي صلى الله عليه والسلام، بينما نهيه عام في أمته، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم أيحب أحدكم أن يشرب معه هر قالوا: لا يا رسول الله، قال: الشيطان يشرب مع أحدكم إذا شرب قائما. وهل للشيطان سلطة على الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: إن لكل منكم شيطاناً قالت عائشة: وأنت يا رسول الله، قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم.
من إنتقض وضوءه وهو يصلي فعليه الإعادة ولا دليل على أنه يتوضأ ثم يكمل ما بقي عليه من الصلاة وإن ذهب بعض أهل العلم لذلك
المسجد هو المكان الذي تقام فيه الصلوات الخمس بشكل دائم وفي وقت محدد معروف، حتى لو لم يكن له إمام
الإمام النووي هو من أهل السنة والجماعة بالجملة ولكن بالتفصيل قد خالف أهل السنة والجماعة في بعض المسائل، ونحن نحسن الظن فيه فهو لم يكن مكابراً أو معانداً للحق، بل لو وجده لاتبعه، ولكن لم يكن في عصره مثل الإمام إبن تيمية أو تلميذه إبن القيم، ولو كان مثلهما في عصره لاختلف الأمر وهذا الذي نظنه بإمام وعالم مثله
إمرأة لها إبنة من رجل كافر، وهي أسلمت وتزوجت رجل مسلم، فهل يجوز أن تترك إبنتها للرجل الكافر؟ أجاب الشيخ هل تستطيع غير ذلك في قانون البلد التي تعيش فيه (فرنسا) أجاب السائل: لا تستطيع، فأجاب الشيخ: فلم السؤال
سئل عن تصوير البنت الصغيرة ليريها لجدها وجدتها اللذان يعيشان في بلد آخر، فأجاب الشيخ لا يجوز إلا إذا كان من خلال الإنترنت
إضغط هنا للإستماع إضغط هنا بزر الماوس الأيمن واختر Save Target As إضافة أو تعديل المحتوى
02 سئل عن تقليد الرسول صلى الله عليه وسلم في التسبيح، فأجاب إذا كان الإنسان مستعجلاً لضرورة ما ولكن من عادته أن يجلس ويسبح كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم، فيجوز له أن يسبح في بعض الأحيان لضرورة أو ظرف على عجالة أو وهو غير جالس أما أن يتخذ هيئة جديدة للتسبيح ويداوم عليها فهذا لا يجوز
سئل أن سيدنا عمر دخل إلى المسجد وصلى ركعة واحدة (الوتر) ثم جلس، فأجاب الشيخ ما المسئول عنها بأعلم من السائل.

إتفق أهل السنة على أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان ووقر في الجنان، لكن لا يلزم من أن يكون العمل جزءً من الإيمان أن يكون كل جزء من هذا العمل ركناً يزول بزواله فالمسأله فيها تفصيل
إسمعوا ماذا ينقل الإمام العيني عن الإمام الشافعي قوله: الإيمان قول باللسان ووقر بالجنان (القلب) وعمل بالأركان، قال فمن ترك القول باللسان فهو كافر [لأنه لا يقول لا إله إلا الله] ومن ترك الوقر بالجنان فهو منافق، ومن ترك العمل بالأركان فهو فاسق.

الإمام العيني هو صاحب كتب عمدة القاري شرح صحيح البخاري وهو كتاب أكبر من كتاب فتح الباري للحافظ إبن حجر، وفيه بعض مواد أقوى مما ذكره الحافظ إبن حجر على إمامته وسعة علومه ومعارفه رحمه الله.

عمل الجوارج ثلاثة أقسام:
- مستحبات (فاعلها يثاب، وتاركها لا يأثم)
- واجبات (فاعلها يثاب، وتاركها يأثم)
- الفرائض (الأركان):
o مَن مِن علماء أهل السنة يكفر تارك الزكاة؟ لا أحد
o مَن مِن علماء أهل السنة يكفر تارك الصيام؟ لا أحد
o مَن مِن علماء أهل السنة يكفر تارك الحج؟ لا أحد
o مسألة تارك الصلاة مسألة خلافية بين أهل السنة
o الشهادة من تركها يكفر دون خلاف
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الإيمان بضع وستون وفي رواية بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وإدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان
لو أخذنا آخر شعبة من شعب الإيمان ولنفرض أن رقمها بضع وسبعون هو أربع وسبعون، وهي إماطة الأذى عن الطريق من تركها يكفر؟ لأ
لو نزلنا خطوة ثانية، الشعبة الثالثة والسبعون تاركها يكفر؟ لأ
نزلنا عشر درجات، الشعبة ستين تاركها يكفر؟ نزلنا لخمسين، أربعين، ثلاثين، عشرين، تاركها يكفر؟ قد تقول يفسق، هذا لا نتكلم عليه فهو قد يفجر، يضل، ينحرف ... ولكن هل يكفر؟ ننزل إلى العاشرة، حتى نصل إلى الخامسة، تارك الزكاة، تارك الصيام، الحج هؤلاء لا يكفرون، بقي عندنا شعبتين الصلاة والشهادة، هل تارك الصلاة يكفر؟ نقول على التفصيل فهي مسألة خلافية بين أهل السنة.
وبقيت الشعبة الأولى التي هي باب الإسلام مدخله ومخرجة.
الإمام أحمد بن حنبل من أقواله تكفير تارك الصلاة مع أن من أقواله أنه لا يكفر، الإمام إبن قدامة (من علماء المذهب الحنبلي) في كتابه المغني (أعظم كتب الفقه الحنبلي) إنتصر لقول عدم تكفير تارك الصلاة
ذكرت مناظرة بين الإمام الشافعي والإمام أحمد، ولكن رغم أن هذه المناظرة لا تصح سنداً، إلا أن فيها عبرة وفيها جانب كبير من الحق.
قال الشافعي: ماذا تقول في تارك الصلاة، قال: كافر، قال: بماذا يدخل الكافر في الإسلام، قال: بلا إله إلا الله، قال: فإنه يقولها، فسكت.
إذن تارك الصلاة فاسق، فاجر، ظالم لنفسه، مجرم، ولكن لا نقول كافر، إلا إذا دعي إلى الصلاة فأبى، ثم أمره الحاكم المسلم بالصلاة، وخيره بينها وبين إقامة الحد (القتل) فأبى أن يصلي فهذا يكون كافراً لأنه لو كان أشد الناس نفاقاً لفضل حياته على الصلاة، لكن يفضل الموت على أن لا يصلي، قال أهل العلم مثل هذا لا يتصور أن يكون في قلبه إيمان والعياذ بالله.
سئل هل يجوز أن نقول الله ورسوله أعلم، فأجاب يبدو أنك –أي السائل كنت غائباً لأنني ذكرت هذا في فوائد حديث جبريل وقلت أن هذا متعلق في مسائل الدين التي كان يبلغها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما في مسائل الدنيا الغائبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز والله أعلم.
سئل عن من لم يحكم بما أنزل الله، هل نقول أن هذا من جهلهم أم سوء نيتهم، فأجاب أن نقول من جهلهم خير من أن نطعن في نيتهم.
سئل عن كتاب ظاهرة الإرجاء، أن مؤلفه قال أن رؤوس أهل الحديث هم الذين يمثلون الإرجاء في هذا العصر، فهل هذا صحيح، فأجاب أن الكتاب لم يذكر هذا الكلام بهذا اللفظ ولكن بمعناه، وقال الشيخ بأنه رأى نسخة الشيخ الألباني من هذا الكتاب فوجدها مليئة بعشرات الردود القوية جداً عليه تكشف الأخطاء الفادحة التي وقع فيها المؤلف التي كنا نرجو أن لا يقع فيها ولكن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.

سئل عن جمع صلاتي الظهر والعصر بغير عذر شرعي بسبب العمل هل له مغفرة. فأجاب ليس له مغفرة، ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر. وبالتالي لا يجوز الجمع إلا مع العذر فإن لم يوجد عذر شرعي فلا يجوز الجمع والله أعلم.
العذر أمر يختلف فيه بإختلاف الناس، قد تكون مريضاً ولكن تتحامل على نفسك وتأتي إلى صلاة الجماعة، بينما قد يكون أخوك مريضاً بنفس المرض ولا يستطيع الحضور إلى صلاة الجماعة. فأنت أدرى بنفسك، كما قال الله: بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.
الأعذار العامة هي: السفر، الخوف، المطر، المرض. ولكنها تختلف بإختلاف الناس.
سئل عن إنسان يعمل في مصنع يصنع الأغطية للمشروبات، ومن ضمن زبائنه مصنع يبيع خل مخلوط بالكحول، فسأل الشيخ ما هو الأغلب، قال أن المصنع يبيع الأغطية للمشروبات الحلال، فقال الشيخ بما أن هذا هو الأغلب، وكذلك أن المصنع لا يبيع لمن يصنع خمراً خالصاً، وإنما هو مخلوط مع الخل، فلا بأس من العمل في المصنع الذي يبيع الأغطية، أما لو كان المصنع الآخر يبيع خمراً خالصاً فلا يجوز العمل في كلا المصنعين والله أعلم

سئل عن السفر، فقال هو على حسب العرف، والعرف هو ما يتعارف عليه الناس، وهو يختلف بإختلاف المكان والزمان، فمثلاً لا يوجد تحديد لما هي الأمراض التي تجيز الفطر، فقد يفطر إنسان بسبب الصداع بينما لا يفطر آخر من الصداع، وكذلك السفر هو ما تعارف عليه الناس بأنه سفر فهذا الذي يجيز الفطر في رمضان والجمع والقصر. ورد عن بعض السلف أنه إذا جرح أصبعه كان يفطر بينما الآن قد تنكسر يد الشخص ولا يفطر إذاً العرف هو ما يتعارف عليه الناس فيما بينهم.

سئل أن عبدالله بن عمر كان إذا جاوز البنيان (في السفر) أفطر، فأجاب أن فعله ليس بدليل وليس بحد، لأن مجرد الفعل ليس حداً ولا دليلاً

سئل عن القبض بعد الركوع، فأجاب إن كنت مثلي من اللذين لا يرون القبض بعد الركوع فلا تقبض حتى ولو كان إمامك يقبض بعد الركوع.

الحديث الرابع:
قول إبن مسعود (الصادق المصدوق) يريد أن يروي حديثاً قد يكون غريباً على الأذهان أو غير مفهوم لبعض الناس الذين قد يسمعونه ثم قد يورث في قلوبهم شيئاًُ من الشبهة والشك فأراد رضي الله عنه أن يدفع ذلك منذ أول كلمة وقبل أن يتكلم بحرف واحد فقال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق.
الصادق: أي في نفسه لم يعهد عليه الكذب في حياته كلها لا في الإسلام ولا قبل الإسلام، ولا في صباه ولا في شبابه ولا في رجولته، بل وردت السنة الصحيحة أن أهل الجاهلية في قريش كانوا يلقبون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين لأنهم لم يعهدوا عليه ما يخدش هذا الوصف (الصدق)
المصدوق: من الله الذي يصدقه ربه ويزكيه إلهه جل في علاه، وأعظم ما يصدق به النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي يبلغه ((وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) وعندما جاء عبدالله بن عمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يقول له: يارسول الله إنك تتكلم في الغضب والرضى، أفنكتب كل ما تتكلم عنه، قال عليه الصلاة والسلام: أكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا الحق (وأشار إلى فمه الشريف صلى الله عليه وسلم)

يجمع خلقه: أي مبتدأ خلقه يكون من هذه النطفة
علقة: هي القطعة القليلة من الدماء المتجمدة أو اللحم القليل أو ماشابه ذلك
المضغة: وهي كالعلقة ولكنها أوفر حجماً وأكبر قدراً
الملك: هو الملك الموكل بالروح ونفخها
في القسم الأخير من هذا الحديث ثلاث تنبيهات:
1- القاعدة الكبرى قوله عزوجل: ((فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى))
وقال: ((إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً))
إذاً أهل الهدى يزدادون هداية وأهل الضلال بإعراضهم ونسيانهم ربهم يزدادون بما هم عليه كما قال الله عزوجل:
((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى))
الترك جزاؤه الترك، والإهمال جزاؤه الإهمال
والله عزوجل يقول: (( نسوا الله فنسيهم)) وفي آية أخرى ((نسوا الله فأنساهم أنفسهم)) والعياذ بالله.
فالقاعدة أن أهل الخير يزدادون خيراً وبراً، وييسرهم الله لليسرى، وأما أهل الفساد والشر فيزدادون بما كسبته أيديهم فساداً وييسرهم الله لما هم يريدونه، كما قال الله لمن شاء منكم أن يستقيم، فمن لم يشأ فالله يعرض عنه.
كما قال صلى الله عليه وسلم عندما رأى ذلك المعرض الذي أعرض عن مجلسه فقال: وأما هذا فقد أعرض، فأعرض الله عنه والعياذ بالله.
2- لفتة متعلقة بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث متفق على صحته: إن الله كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي وفي رواية تغلب عضبي. لذلك نرى أن كثيراً من أهل الشر يهتدون ويصبحون من أهل الخير، بينما العكس قليل فقليل من أهل الخير ينقلبون وينتكسون ويصبحون من أهل الشر، فإن وقع ذلك منهم وهو النادر القليل، فلا يكون ذلك في أمر صغير وإنما يكون من إستهانة من هذا الإنسان في موقف ما أو ظرف ما بربه فإذا به ينعكس الحال عليه وينتكس في نفسه وإيمانه
لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالخواتيم
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك
3- في هذا الحديث زيادة في أحد الروايات: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يرى الناس،

قال إبن تيمية نقلاً عن بعض أهل العلم: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد الله بالرجاء وحده فهومرجيء ومن عبد الله بالخوف وحده فهوخارجي

* سأل بعض الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم: قد علم أهل الجنة وأهل النار ففيم العمل؟ قال: إعملوا فكل ميسر لما خلق له.

قال إبن عباس: لا كبيرة مع إستغفار ولا صغيرة مع إصرار

الحديث الخامس:
قال إبن مسعود: إتبعوا ولا تبدعوا فقد كفيتم
البدعة نوعين:
بدعة دينية: هي المقصودة في الحديث وهذه الأصل فيها الوقف
بدعة الدنيوية: الإختراعات الأصل فيها الحل مثل السيارات، المسجلات، الساعات. وينظر فيها إلى مقدار موافقتها للشرع أو مخالفتها، فإذا وافقتها فهي حلال وإلا فهي حرام

كل ما يتقرب فيه إلى الله على سبيل التعبد، هذا الذي إذا أحدث فيه يكون بدعة محرمة.

تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، لا يجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة.
ماذا عن حديث من سن سنة حسنة فله أجرها... فأولاً أن الرسول قال من سن سنة وليس بدعة
ثانياً أن هذا الحديث له سبب، وهو قدوم بعض الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقام وحث الناس على الصدقة، فلم يتصدق أحد، فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقام صحابي وتصدق فتبعه الصحابة، فعندها تهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: من سن سنة حسنة ... إذاً أين البدعة في فعل الصحابي الذي مدحه صلى الله عليه وسلم
قد يقول أحدهم أن عمر قال: نعمت البدعة هذه، نقول الكلام على هذا من أوجه:


الوجه الأول: رواية ذكرها العلامة ** في رسالة صيام رمضان، إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة هذه، وهي بهذا خارجة مخرج قوله تعالى: قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، فليس للرحمن ولد، وكذلك ليست هذه بدعة.

الوجه الثاني:
إن عمر رضي الله عنه أحيا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي صلى القيام بالصحابة جماعة ثلاثة أيام ثم توقف عن ذلك وقال: خشيت أن تفرض عليكم. لذلك تحمل على الوجه اللغوي وليس الديني، لأنها كانت جديدة بعد إمتناع الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، وبعد خلافة أبوبكر رضي الله عنه وبعد جزء من خلافة عمر رضي الله عنه.

الحديث السادس:
هنالك مسافة بين الحلال البين والحرام البين، هذه مشتبهة لا يعلم حكمها كثير من الناس
قال صلى الله عليه وسلم: لا يعلمهن كثير من الناس، في هذا إشارة إلى أن بعض الناس يعلم حكمها، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
فمن إتقى الشبهات أي إبتعد عنها، فقد إستبرأ لدينه وعرضه، طلب البراءة لدينه وعرضه ونفسه فيما هو أدعى له في القبول عند الله
من وقع في الشبهات وقع في الحرام، لأن في ذلك فتحاً لباب التساهل في الدين

حديث دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
حديث صحيح معناه وإن كان سنده ضعيفاً: لا يبلغ العبد درجة المتقين، حتى يدع ما لا بأس به، حذراً مما به بأس

بقدر قربك من حمى غيرك، يزداد إحتمال وقوعك فيه

حمى الله محارمه: أي ما حرمه على خلقه
يقول صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمر فاجتنبوه.
علق الأمر بالإستطاعة، بينما النهي لا يتعلق بالإستطاعة لأن الجميع يستطيع ترك الفعل.

الحديث السابع:
الدين النصيحة
مثل قوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفه، يعني أن أهم ركن من أركان الحج هو عرفة، وكذلك أهم أركان الإسلام النصيحة.
النصيحة لله
لأئمة المسلمين: العلماء والحكام
قال بعض الصحابة: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم، وكان يلقننا فيما إستطعتم.
قال الشافعي: لو لم ينزل الله على الناس إلا سورة العصر لكفت الناس.

الحديث الثامن:

حق الإسلام في القتل: الزنا مع الإحصان، وقاتل النفس، والمرتد

الحديث التاسع:
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم
من أسباب هلاك الأمم السابقة كثرة المسائل، الذي هو باب من أبواب الإعتراض على الشرع
أشد الناس عذاباً يوماً القيامة رجل سأل عن مسألة فحرم من أجله
مثل اليهود الذين أمرهم الله بذبح البقرة فشددوا على أنفسهم.
قال صلى الله عليه وسلم: لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم
قال صلى الله عليه وسلم: إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق
قال صلى الله عليه وسلم: لن يشاد الدين أحد إلا غلبه

تابع الشرح حتى الحديث الرابع عشر - إجابة على أسئلة الطلبة
إضغط هنا للإستماع إضغط هنا بزر الماوس الأيمن واختر Save Target As إضافة أو تعديل المحتوى
03 تتمة الإجابة على أسئلة الطلبة - من الحديث الخامس عشر إلى الحديث الخامس والعشرين
إضغط هنا للإستماع إضغط هنا بزر الماوس الأيمن واختر Save Target As إضافة أو تعديل المحتوى
04 تتمة أسئلة الحضور - من الحديث السادس والعشرين إلى الحديث السابع والثلاثين
إضغط هنا للإستماع إضغط هنا بزر الماوس الأيمن واختر Save Target As إضافة أو تعديل المحتوى
05 من الحديث الثامن والثلاثين إلى آخر متن الأربعين النووية
إضغط هنا للإستماع إضغط هنا بزر الماوس الأيمن واختر Save Target As إضافة أو تعديل المحتوى

إذا كان لديك أي سؤال أو ملاحظة، إضغط على الصورة: